هذا كراس صغير يقدم فيه الأستاذ عبد الله شرف الدين رجل القانون والدفاع عن حقوق الإنسان، بعض رؤاه الإنسانية التي يريد ان يساهم بها في تحسين وتطوير الشرط الإنساني، مستمدا هذه الرؤى من عمق تجربته الطويلة العريضة التي امتدت على مدى عمره المديد وقد تجاوز الآن العقد التاسع من عمره.
ولم يطلق علي هذه الأفكار والرؤى، تطلعات بشرية، إلا لانها في خاتمة المطاف، أفكار تهم الإنسان عامة، ولانها تتصل بقضايا مشتركة بين كافة أهل الأرض، مثل قضية السلام ومحاربة العنصرية وتحقيق الاخاء الإنساني، وانتهاء الصراع المدمر بين الأمم والشعوب، مقترحا من الأفكار ما يمكن ان يساهم في خلق بيئة أكثر رحابة وعدلا وجمالا، تليق بمجد الإنسان في عصرنا الحديث، عصر الفتوحات العلمية التي يشيد بها إشادة الفخر والامتنان لأصحاب الفضل في إنجازها، ويقول انها بلغت في العقود الأخيرة حدا غير مسبوق في كامل التاريخ البشري، وليس فقط في مستواها المتفوق، ولكن في غزارتها وتواترها، بل جاءت كانها الغمر أو طوفان الخير والبركة والحضارة، بحيث تحقق في قرن من الزمان هو آخر مائة عام، أضعاف ما تحقق فيما سبق من عمر الإنسان في الكرة الأرضية.